نبذة

إن فسحة أمل هي فضاء رقمي تفاعلي مُصمَمَة ليُشارك المجتمع القصص الفردية لآلاف الأشخاص الذين فُقدوا في لبنان على مدى العقود الأربعة الماضية، والذين لا تزال أسرهم تُناضل من أجل معرفة مصيرهم.

وراء العدد "17000" ووراء الصور المُؤطرة التي أصبحت السمة المميزة لتجمعات الأهالي العامة هناك قصص شخصية يجب الحديث عنها ومشاركتها. إن فسحة أمل هي مساحة يمكن للآباء والأطفال والأشقاء مشاركتنا قصص أحبائهم من خلالها. فهي مساحة لكي تتعلم الأجيال الشابة والذين لم يعانوا من نفس المصير عن هؤلاء الناس، والتفكّر في العواقب المترتبة على اختفائهم منذ اليوم الذي غادروا فيه منازلهم ولم يعودوا ولم يُسمع عنهم أي جديد.

المبادئ الأساسية

  • تكرّس "فسحة أمل" قضيّتها لكافة الأفراد الذين فُقدوا في لبنان خلال النزاعات المسلّحة، بصرف النظر عن الجنسيّة والدين والعُرق والجنس والإنتماء الجغرافي.

  • يتمتع ذوو المفقودين والمخفيّين قسراً بكامل الحقّ في معرفة مصير أحبّائهم، ويتوجّب على السلطات اللبنانيّة، بموجب القانون الدولي، التحرّي والكشف عن مصيرهم.

  • إن قضيّة المفقودين هي أولا وقبل كل شيء  قضيّة إنسانيّة مرتبطة بحقوق الإنسان وبالتالي لا ينبغي أن تُستغلّ لغرض خدمة أجندات سياسيّة أو أيّة أجندات أُخرى.

المنهجية

من يمكنه المساهمة؟

صُممت فسحة أمل لتكون مِنصَّة عامة: هذا يعني أنه بإمكان أي شخص يمتثل للقواعد الأساسية أن يساهم بمشاركته قصة شخص مفقود.

كيف؟

بإمكان الأقارب (أفراد العائلة أو الأصدقاء) خلق صفحة لأحبائهم المفقودين على موقع فسحة أمل ومشاركة المعلومات التي يودون مشاركتها وشهاداتهم عن الشخص المفقود.

يمكن للأفراد الذين لا يعرفون الشخص المفقود بشكل شخصي أن يساهموا من خلال جمع المعلومات اللازمة من الأقارب، هذا بعد التأكد من أن عائلة الشخص المفقود قد تم ابلاغها عن "فسحة أمل" حسب الأصول وعن كيفية استخدام المعلومات.

إشراك الشباب

لكي تتم مساعدة الأجيال الأكبر سناً والتي ليست على معرفة بكيفية الولوج إلى المنصّة الإلكترونية، يتم تدريب الشباب المتطَوّع لإجراء مقابلات مع أقارب المفقودين. ذلك يساهم بجمع المعلومات المطلوبة لفسحة أمل وفي نفس الوقت يساهم بخلق مساحة للتبادل والتحادث بين أهالي المفقودين والجيل الشاب.

موافقة أقارب المفقودين

  • لا يتم خلق أيّة صفحة دون الموافقة المُسبقة لأقارب الشخص المفقود < استمارة الموافقة>
  • إذا كان الشخص الذي يملأ الإستمارة الرقمية ليس من الأقرباء يجب عليه/ها التأكيد بأن أقارب الشخص المفقود الذين شاركوه/ها بهذه المعلومات على دراية بالمشروع وكيفية استخدام المعلومات.
  • إن جمعية "لنعمل من أجل المفقودين" تعتبر أنه لكي يكون الشخص من أقارب الشخص المفقود يجب أن يكون إما فرد من العائلة النواة، أو من العائلة الممتدة، أو من ألأصدقاء.
  • في حال تم البحث ولكن لم يكن بإستطاعة جمعية "لنعمل من أجل المفقودين" الاتصال مع أي من أقارب الشخص المفقود (على سبيل المثال في حالة اختفاء جميع أفراد العائلة) يمكن إذاً إتخاذ قرار نشر المعلومات التي حصلنا عليها من المصادر الفتوحة دون أخذ موافقة مُسبقة.

 عدّة مساهمات بشأن شخصٍ مفقود واحد

  • بإمكان أي قريب لشخصٍ مفقود تحديث أو إضافة معلومات وصور ومشاهد فيديو وشهادات إلى صفحة موجودة عن شخص مفقود، بمجرّد الضغط على زر "تحديث" الموجود ضمن الصفحة أو عبر الاتصال بنا.
  • سيتلقى المساهمون رسالة تبليغ كلما تم تحديث صفحة مفقوديهم.

التدقيق بالمعلومات

إن جمعية "لنعمل من أجل المفقودين" هي من ستقوم بالتدقيق بالمعلومات المُقدمة قبل نشرها على الموقع. تحقيقاً لهذه الغاية، سوف تقوم الجمعية بالاتصال بأهالي المفقودين لإستكمال أيّ معلومات ناقصة أو في حال احتياج الجمعية للتأكد من أيّة معلومة قد حصلت عليها من أي مُساهم آخر. ولهذا السبب يُطلب من الأقارب الذين يريدون خلق صفحة لشخص مفقود تأمين جمعية "لنعمل من أجل المفقودين" بمعلومات الإتصال الخاصة بهم.

سرية المعلومات وحساسيتها

  • -بناءً على موافقة الأقارب، تقوم جمعية "لنعمل من أجل المفقودين" بنشر المعلومات على الموقع. ولكن تجدر الإشارة إلى أن الجمعية لن تقوم بنشر أي معلومات حساسة مثل إسم الجناة أو الشهود المحتملين. كما أن أيّ شكل من أشكال خطابات الكراهية سيتم رفضه أيضاً.
  • إن تفاصيل الإتصال مع أقارب الأشخاص المفقودين ستبقى محفوظة لدى جمعية "لنعمل من أجل المفقودين" وسوف تُستخدم من أجل المتابعة فقط.

آلاف الأرواح اُختُزلت لتصبح مجرد أرقام تقديرية

منذ نهاية الحرب في عام 1990 أصبح الرقم "17000" مُتفق عليه رسمياً وبات يُستخدم بشكل عام بالرغم من عدم قيام السلطات اللبنانية بأيّ تحقيق لخلق لائحة موْثقة بأسماء المفقودين. مع مرور الوقت، تحولت أسماء الضحايا إلى مجرد أرقام. إن فسحة أمل تسعى إلى استرداد هوية المفقودين واعادة مكانتهم المُستحقة كأعضاء من مجتمعاتنا.

=> الإعتراف والتكريم الجماعيّ لحياة المفقودين.


العائلات الغارقة في الصمت والمحرومة من حق معرفة الحقيقة

بعد انتهاء الحرب، أتت حالة فقدان الذاكرة على مستوى الوطن أجمع كطبقة إضافية من الألم والمُعاناة للآلاف من أهالي المفقودين، الذين وجدوا أنفسهم محرومين من الوسائل التي تتيح لهم مشاركة قضيَتهم مع المجتمع الأشمل

إن مشروع "فسحة أمل" يسعى لتغيير ولعكس هذه الحالة عبر تأمين جسر للأهالي يمكن من خلاله الترابط ومشاركة تجاربهم الشخصية مع باقي المواطنين، والذين بدورهم يصبح بإمكانهم تكريم الأشخاص المفقودين بواسطة أصوات عائلاتهم.

=>  بناء جسور ترابط بين الأهالي والمجتمع.


قيام السلطات اللبنانية إما بالرفض أو بالتأجيل حيال الخطوات الملموسة والهادفة والتي تلبّي حقّ الأهالي بالمعرفة

تهدفُ "فسحة أمل" إلى دعم جهود المجتمع المدني في مطالبته بإيجاد حلول ملموسة، بما في ذلك خلق قاعدة بيانات عامّة حول المفقودين والمخفيّين قسراً. كما تسعى "فسحة أمل" إلى دعم الجهود المُستمرة للضغط على السلطات من أجل إقرار قانون يلتأم مع المعايير الدولية ويتبنى أفضل الممارسات المُتَبعة مما يجيز تشكيل لجنة مستقلّة تعنى بالكشف عن مصير المفقودين.

=> المطالبة بخلق قاعدة بياناتٍ عامّة حول المفقودين والحثّ على تشكيل هيئة مُكلفة مُستقلة تعنى بالكشف عن مصير المفقودين.


جيل ما بعد الحرب غير واع ٍ لهذه المأساة المُستمرة

تهدف "فسحة أمل" إلى تعزيز وعي الجيل الشاب حيال هذه المأساة من خلال حثهم على المشاركة الفاعلة في إحياء ذكرى المفقودين عبر الوسائل الرقميّة.

=> تحفيز الشباب والشابات على الإنخراط في هذه القضية من خلال المطالبة بالحق في معرفة الحقيقة وتعزيز الضمانات الرامية إلى عدم تكرار العنف ذو الدوافع السياسية.

بدأ نضال أهالي المخطوفين والمفقودين في العام 1982 بعد أن عضّوا على جراحهم، ووحدّوا صفوفهم في إطار "لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان".شكلّ الأهالي طائفة فريدة لا تشبه باقي الطوائف اللبنانية باعتبارها تضم أشخاصاً من كافة الطوائف والمذاهب والمهن والمعتقدات والمناطق وبعض الجنسيات...اعتبرت لجنة الأهالي أنها معنية بالمطالبة والسعي لتحرير وكشف مصير جميع حالات الخطف والفقدان والاخفاء القسري التي حصلت منذ بداية الحرب، في نيسان 1975 حتى تاريخ إعلان انتهائها.

في العام 1990 نشأت لجنة دعم المعتقلين والمنفيين اللبنانيين (سوليد)  واحتضنت لجنة أهالي المعتقلين في السجون السورية. 

في العام  2000، بدأ التنسيق الجدّي في العمل بين لجنة الأهالي وسوليد. ثم أصبحت  تحركات الأهالي شبه موحدّة بدءاً من نيسان العام 2005 إثر إقامتهم خيمة الاعتصام في حديقة جبران خليل جبران والتي ما تزال حتى اليوم.

نضال الأهالي لم يتوقّف لا في زمن الحرب ولا ما بعد الحرب. المثابرة والتمسك بحق معرفة مصائر أحبائهم  جعلا المجتمع المدني ينظر إليهم  كأنهم من فولاذ. كيف لا، وقد قطعوا سنوات الحرب من دون أن يتشظّوا وكأنهم من طينة مختلفة، من معدن آخر.

بالرغم من كل الصعوبات والعراقيل والمتاريس المتنوّعة التي نُصبتْ في وجه الأهالي، فقد استطاعوا تحقيق إنجازات في مسار الكشف عن مصير أحبائهم. تمثّل  الانجاز الأخير والأهم بقرار قضائي صدر، في آذار العام 2014، عن مجلس شورى الدولة، أعلى سلطة قضائية إدارية، كرّس حق الأهالي  بمعرفة مصائر ذويهم، وألزم الدولة بتسليم الأهالي نسخة عن التقرير الذي أجرته اللجنة الرسمية للتقصي عن أبنائهم  دون أي تقييد أو انتقاص أو استثناء. بعد انتزاع الأهالي من الدولة نسخة عن هذا التقرير، للحفاظ عليها، أرسلوها إلى خارج الحدود، وأودعوها أمانة لدى البعثة الدولية للصليب الأحمر في جنيف.

اليوم، يتمحور نضال الأهالي حول ترجمة القرار القضائي المذكور وإيجاد حلٍ علمي مقبول للقضية من خلال أمرين:

  1. تنفيذي: البدء الفوري بجمع وحفظ العينات البيولوجية من أهالي المفقودين والمخفيين قسرياً (DNA)( لزوم التعرف على هويات الرفات إن وُجِدتْ، وتسهيلاً للتمييز بين العظام التي يتم العثور عليها، إن كانت تعود لإنسان أو لحيوان.
  2. تشريعي:الإسراع إلى إقرار اقتراح  قانون حول الأشخاص المفقودين والمخفيين قسرياً موجود لدى اللجنة النيابية لحقوق الانسان.

 

معظم دول العالم التي عاشت حروباً استطاعت أن تجد حلاً عادلاً ومشرفاً لقضية المفقودين لديها. فمن غير المنطقي  أن تبقى قضية المفقودين في لبنان دون حل وقد أتمّت الحرب فيه عامها الأربعين!!